لماذا خلق الله الكافر وهو يعلم أنه كافر

إن الله عَزَّ وَجَلَّ عندما خَلَقَ الإنسان كان سبحانه وتعالى يعلم نهاية كل واحد مِنهم سواء كانت جنة أو نار، ولكن لماذا خلق الله الكافر وهو يعلم أنه كافر ، لماذا خلق الله عَزَّ وَجَلَّ الناس التي ستكون نهايتها نار وهو سبحانه يعلم أن آخرتهم ستكون هكذا؟

لماذا خلق الله الكافر وهو يعلم أنه كافر
لماذا خلق الله الكافر وهو يعلم أنه كافر - الشيخ عبد الله موسى

لماذا خلق الله الكافر وهو يعلم أنه كافر:

ويأتي جواب الشيخ عبد الله موسى للشخص الذي سأل هذا السؤال: ولماذا لم تسأل كذلك عن سببِ خلْقِ الله عَزَّ وَجَلَّ المؤمن الذي نهايته الجنة استيفاءً لواقع المقابلة واستكمالًا لمنطق التصوّر؟!!

فإذا جاز ألا يَخلق اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الكافر رغم انه يعلم انه كافر وأهلَ النار لِعلمه بنهايتهم، فلماذا لا يَخلق أهل الجنة أيضًا لنفس العلة والسبب؟

لو كان الجواب عن هذا السؤال: لأنه خلقهم للنعيم فلا ضرر، لكنتَ بذلك تقرِّر أنّ الحكمة من خَلْقِ الخَلْق هي تنعيمهم ونفعهم وتخليصهم من الضرر بلا قيود ولا شروط، وهذا أصلا غلط وباطل، لأنّه لوكان ذلك بلا قيود ولا شروط. فلماذا أَنزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الكتب السماوية وأرسل الرسل ولماذا أخبرنا سبحانه وتعالى عنْ أنه خلقنا للبلاء والمُفاصلَة بالتكليف وامتحان الناس بالخير والشر؟

أمَا وقد فَعَل، فقد علِمنا بذلك أن الله عَزَّ وَجَلَّ لم يخلقنا للنعيم وإلا كان وجودُ هذه الوسائط عبثًا، والله ﷻ حكيم قدّوس- وإنما {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}، وقال عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}.

فكيف اخبرنا الله تعالى بذلك في القرأن الكريم ثمّ لا يخلق إلا جنّةٌ وأصحابها؟!!

ومادام ان الأمر اختبار فلا بدّ من ناجح وراسب وثواب وعقاب وإلا فما فائدة الاختبار إذا؟ وكل هذا يفهمه البليد قبل النّبيه..

قال الله تعالى :{وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} وقال كذلك: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} .

{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}

{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}

{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ}.

{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.

فإذا عُلِمَ هذا بحقِّه لم يَجِد أحدٌ بعد ذلك شفقةً في نفسِه على أهل النار، لأنهم دخلوها بعد صلاحيةٍ لإمكان الخلاص منها، لكنّهم لم يلتزموا بالشروط والقواعد التي وضعها الله تعالى، فقد ظلموا أنفسهم فحقّ عليهم العذاب.

المصدر: فضيلة الشيخ عبد الله موسى
أحدث أقدم

نموذج الاتصال