من هو التابعي الذي ألقي في النار ولم يحترق ؟!

من هو التابعي الذي ألقي في النار ولم يحترق ؟ هو تابعي من التابعين ومن خيرة القرون، أسلم في زمان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه لم يره، إلا أنه رأى كبار الصحابة الكرام، وقدم من اليمن إلى المدينة المنورة في عهد خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقابل هناك الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اعتنقه ورحب به.

من هو الصحابي الذي القي في النار ولم يحترق ؟!
من هو التابعي الذي ألقي في النار ولم يحترق

قصة الصحابي الذي القي في النار ولم يحترق:

ولهذا التابعي الجليل قصة عجيبة فبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ظهر رجل في اليمن يدعي "الأسود العنسي"، وقد ادعى هذا الرجل النبوة ودعا الناس إليه، فتصدى له هذا التابعي الجليل وجهر بتكذيبه، وقال له أمام الجميع : أنت كذاب.

وكان الأسود العنسي شخص شديد البطش وقبيلته تعتبر من أكبر القبائل، فلما وقف التابعي امام كذبه، أمر أتباعه أن يشعلوا نارًا كبيرة ليلقي فيها هذا التابعي الموحد و المؤمن أمام الناس.

فخيره قبل إلقاءه في النار إما بالإقرار بنبوة الأسود العنسي أو أن يرمى في النار، ولكن هذا التابعي الجليل كان ثابتًا على الحق، قابضًا على ايمانه، فألقوه في النار وظل يذكر الله سبحانه وتعالى ويدعوه ، فأيده الله سبحانه وتعالى وحماه من الاحتراق، فخرج من النار ولم يصبه شئ من النار وسط ذهول الناس من اتباع اسود العنسي، فأمر بإخراجه من اليمن حتى لا يفقد ولاء أتباعه.

هذا التابعي الجليل العابد هو أبو مسلم الخولاني، والذي ذكرت كرامته تلك وقصته في عدد من العلماء الثقات ومنهم الإمام البيهقي في كتابه :"دلائل النبوة"، والعلامة ابن كثير في كتابه :"البداية والنهاية"، والإمام ابن حبان في صحيحه "صحيح ابن حبان"، والإمام القرطبي في كتابه :"الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، والإمام الذهبي في كتابه :"سير أعلام النبلاء"، والإمام ابن عساكر في كتابه: "تاريخ دمشق"، وغيرهم من العلاماء.

وخرج حينئد التابعي الجليل أبو مسلم الخولاني من اليمن إلى المدينة المنورة، ودخل مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي فيه وجلس بجوار سارية من سواري مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فإقترب منه وقال له: من أين الرجل؟ قال: من اليمن، فقال له عمر رضي الله عنه: فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي رماه في النار فلم تضره؟

فقال له أبو مسلم: ذاك عبد الله بن ثوب. فقال عمر: نشدتك بالله أ أنت هو؟ قال: اللهم نعم.

فقبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبو مسلم الخولاني في جبينه ما بين عينيه، ثم جاء به حتى أجلسه بينه وبين سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، وقال عمر: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم الخليل، عليه السلام.

قد يعجبك أيضا:
أحدث أقدم

نموذج الاتصال