الخجل الشديد او ما يسمى كذلك الخجل الاجتماعي يصعب جداً تحديد مفهومه، ولكن وحسب رأي خبراء الصحة يمكن وصف الخجل كنوع من أنواع القلق الاجتماعي الذي يؤدي إلى حدوث مشاعر متنوعة تتراوح بين القلق والتوتر البسيط إلى مشاعر الرعب والهلع التي تصنف في علم النفس تحت إطار أمراض القلق والتوتر.
كيف اعالج نفسي من الخجل الاجتماعي الشديد؟
خصوصا وأن النهاية الطبيعية للإنسان الذي يعاني من الخجل الشديد هي الشعور بالوحدة والانعزال عن المجتمع.
وهما من أهم أعراض مرض الاكتئاب، وهذا معناه بأن الشخص الذي يعاني من الخجل الاجتماعي سوف تتطور صحته النفسية للأسوأ من القلق و التوتر الى الإكتئاب.
أسباب الخجل الاجتماعي الشديد:
حسب رأي معظم خبراء الصحة النفسية، فإن الخجل الاجتماعي الشديد يعود في الغالب لثلاثة أسباب هي:
· أسباب وراثية.
· فقدان المهارات الاجتماعية.
· نظرة سلبية للنفس وضعف تقدير الذات.
وحسب رأي خبراء علم النفس فإن حوالي %10 الى %15 من الأطفال يولدون ولديهم ميل كبير واستعداد لأن يكونوا خجولين بصورة غير طبيعية، بينما النسبة الباقية يصبحون خجولين إما لأنهم لا يملكون مهارات اجتماعية أو بسبب الخوف من عدم تقبل الآخرين لهم أو الخوف من التعرض للسخرية من طرف الآخرين، مما يدل على فقدان الثقة بالنفس وضعف تقدير الذات.
الخجل الاجتماعي |
أعراض الخجل الاجتماعي:
الخجل الاجتماعي شأنه شأن أي ضغط نفسي آخر يؤدي غالبا إلى ظهور مجموعة من الأعراض وتنقسم الى ثلاثة تقسيمات وهي:
1. أعراض سلوكية وتشمل:
- قلة الكلام بحضور الغرباء.
- النظر دائما لأي شيء عدا الشخص الذي يتحدث معه.
- تجنب اللقاء بالغرباء أو الأفراد غير المعروفين له.
- نوع من مشاعر الضيق عند الاضطرار للبدء بالحديث أولا.
- تجنب المناسبات الاجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك.
- التردد الشديد عند أداء مهام اجتماعية مع الآخرين.
2. أعراض جسدية تشمل:
- زيادة معدل النبض.
- آلام في المعدة.
- عرق زائد في اليدين والكفين.
- جفاف الفم والحلق.
- الارتجاف والارتعاش اللاإرادي.
3. أعراض نفسية داخلية وتشمل:
- التركيز على النفس.
- الشعور بالإحراج الشديد.
- الشعور بعدم الأمان.
- محاولة البقاء بعيدا عن الأضواء.
- الشعور بالنقص.
وحسب خبراء الصحة النفسية فإن الأشخاص الذين يعانون من الخجل الاجتماعي الشديد لديهم حساسية مبالغ فيها باتجاه النفس وما يحدث لها بحيث يكون ذلك محور اهتمامهم.
وبالتالي فإن هذا التركيز على النفس الداخلية ومشاعر النقص والارتباك الذي يحدث لهم بحضور الآخرين أو عند التعامل مع الغرباء، فإن المصابين بالخجل الشديد يفقدون القدرة على الاهتمام والتركيز على الآخرين والشعور بمشاعرهم.
وبالتالي يزداد الإنعزال الاجتماعي والوحدة التي يعاني منها الفرد المصاب بمرض الخجل الاجتماعي الشديد.
علاج الخجل الاجتماعي:
الخجل الاجتماعي مشكلة اجتماعية منتشرة بشكل واسع في جميع بقاع العالم، وبالتالي فإن خبراء علم الاجتماع ركزوا جهودهم على إيجاد حلول وطرق علاج هذه الظاهرة المرضية، بل وهناك في المجتمع الغربي عيادات متخصصة تعالج مشاكل الخجل الشديد باستخدام الطرق التالية:
- تعليم وتدريب الأفراد الذين يعانون من الخجل الشديد على اكتساب المهارات الاجتماعية الفردية للتواصل والتفاعل مع الآخرين.
- تعليم أنماط التفكير السليم في التعامل مع الآخرين.
- تدريب الفرد على زيادة ثقة بنفسه وبقدراته وبأهميته كفرد في المجتمع.
- مواجهة أسباب الخجل من خلال تعريض الشخص الخجول لخبرات اجتماعية إيجابية، إحدى هذه الطرق يقوم فيها المريض بالتظاهر بتمثيل دور إيجابي في مواقف تسبب نوع من الإحراج للمريض مثل التظاهر بالتواصل مع الغرباء وبدء حديث معهم وبمرور الوقت سيتحول هذا التظاهر والتمثيل إلى سلوك عادي في الحياة الواقعية.
- تدريب الشخص على تولي زمام الأمور في مساعدة نفسه على التخلص من الخجل واعراضه من خلال الإقدام على أداء شيء معين لا يحب أن يقوم به أو من الضروري القيام به ولكنه لا يستطيع القيام به لأنه خجول.
نصائح عامة في علاج الخجل الاجتماعي:
أحد خبراء علم النفس وهو البروفيسور فيليب زيمباردو ، يهتم بموضوع ظاهرة الخجل الاجتماعي باعتباره رائد أبحاث ودراسات كثيرة في موضوع الخجل في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد في جامعة ستانفورد.
وعلى حد رأي زيمباردو مؤلف كتاب الخجل، فإن الخجل عندما يكون مناسبا للموقف يعتبر ميزة ووصفة إيجابية ويعكس مواصفات الأدب والخلق الكريم إضافة لمواصفات الذوق والكياسة والتواضع ، وبالتأكيد فإن جميع هذه المواصفات تعتبر إيجابية.
على أي حال، الخجل الاجتماعي السلبي كما يسميه مؤلف كتب الخجل، هو خلل يحدث في السلوك الاجتماعي للشخص لأنه خجل غير مبرر وله عواقب نفسية سيئة على الفرد من ضمنها تدهور الصحة النفسية.
كيفية تقوية الشخصية والتخلص من الخجل