ملخص كتاب كيف تجعل القراءة جزءا من حياتك ، إن الحب هو المفتاح السحري الذي يفتح كل الأبواب، وهو مفتاحك الذي تستطيع من خلاله فتح باب عالم القراءة.
ملخص كتاب كيف تجعل القراءة جزءا من حياتك :
يحتوي هذا الكتاب في ثناياه كثيرا من النصائح والإرشادات بخصوص تنمية مهارات القراءة واكتساب عادة القراءة الدائمة، ويمد يد العون والمساعدة للقارئ المبتدئ وغيره، ويدله على طريق القراءة النافعة وكيفية اكتساب شغف القراءة وطرق غرس حبها في الطفل، وكيفية تكوين مجموعة قراءة ناجحة ومزايا هذه المجموعات وسبل تطويرها واستمرارها.
● كيف تقرأ باستمرار؟
كيف تقرأ باستمرار لو لم تكن مستمتعا بالقراءة؟ هذا السؤال يشغل بال كثيرين ممن يريدون أن تتكون لديهم عادة القراءة ولكن يصيبهم الملل، الحل يكمن في الإرادة وحدها، ذلك أن الشخص القارئ لا يملك زرا سحريا يضغط عليه فيصبح قارئًا في الحال، بل توافرت لديه الإرادة التي جعلته يستمر، وإليك بعض النصائح التي تساعدك وأولاها ألا تجبر نفسك على القراءة، والمقصود هنا ليس الكتب المدرسية بل القراءة الحرة، فلا تجبر نفسك على كتاب بعينه وإلا أصابك الفتور، فالقراءة الحرة هدفها المتعة ثم الفائدة.
ثم احرص على أن تختار الكتاب المناسب لك لا ما يناسب غيرك، لأن الأذواق تختلف وليس هناك كتاب صالح للجميع، وإياك أن تعزف عن القراءة بسبب كتاب قرأته ولم يعجبك، فهناك مجالات أخرى قد تروقك، ثم عليك بتحديد هدفك من القراءة ولماذا تريد أن تقرأ، فكلما ارتبطت بهدف سهل عليك إنجازه، كذلك لا تستعجل في القراءة ولا تقلق بسبب البطء فيها مقارنة بالآخرين، وتفاعل مع الكتاب بكل حواسك، وضع العلامات واكتب فيه وحدد المهم، فالكتب ليست تحفة فنية، كذلك خذ من الكتب رفقة لك في سفرك وأوقات الانتظار، وأخيرا تذكر أن المقصود من القراءة هي المتعة ثم الفائدة، فلا تجعلها مجرد روتین، بل هيئ لها طقوسها الخاصة والمكان الهادئ والوقت المناسب.
● كيفية اكتساب شغف القراءة:
يعرف الناس قيمة وأهمية القراءة، لكن ليس جميعهم يعرفون أهمية القراءة الفعالة ويستطيعون تطبيقها والمحافظة على مستوى شغفهم بها، ولكي تكون قارئا شغوفا لا بد أن ترتبط القراءة عندك بحاجة من الاحتياجات الأساسية، كما يقول علم النفس من أن كل إدراك عقلي مهما كان نوعه لا يصبح محل تطبيق إلا عندما يكون مرتبطا على نحو كبير بحاجة من حاجاته الأساسية تلك التي أوردها أبراهام ماسلو في نظريته الشهيرة عن سلم الحاجات، وهي: الحاجات الفسيولوجية من الأكل والشرب والمسكن، كذلك الحاجة إلى الشعور بالأمن والأمان، والحاجة إلى الإشباع الاجتماعي كالحصول على الأحبة والأصدقاء، ثم الحاجة إلى تقدير الذات والنجاح في الحياة، ولكي تصبح متعلقا بالقراءة عليك ربط هدفك منها بواحدة من هذه الحاجات، عندئذ تصبح جزءا من حياتك تلقائيا.
ولكي تتقن فن القراءة وتكتسب مهاراتها لا بد من تميزك بمهارات رئيسة لا يمكن لأي إنسان اكتساب مهارات القراءة الفعالة دون تطبيقها، وهي: ماذا ولماذا ومتى وأين وكيف وكم سأقرأ؟
والأهم ليس كم كتابا نقرأ، بل كيف نقرأ تلك الكتب، ذلك أن عدد الكتب ليس له قيمة إذا كان محتواها لم يفدنا ولم نخرج بشيء له أهمية، فقد يقرأ شخص كتابا واحدا يتسبب في تغييره على عكس من قرأ عشرات الكتب دون جدوى.
● ماذا أقرأ في البداية؟
في البداية ليس مطلوبا منك سوى أن تقرأ ما تحب، فالحب هو المفتاح السحري الذي يفتح كل الأبواب، وهو الذي مفتاحك تستطيع من خلاله فتح باب عالم القراءة، لذا عليك قراءة ما تحب أولا في المجال الذي تجد في نفسك الميل إليه، فالحب هو الوقود الذي يدفعك، أما عندما تقرأ في مجال لا تحبه فتشعر بالملل وربما سبب لك العزوف عنها، إذا ماذا تقرأ؟ اقرأ ما تحب.
ولكن هل كل ما نحب قراءته سيكون مفيدا لنا؟ بالتأكيد لا، فالكتب وجبات فكرية، تختلف في مقدار الفائدة الغذائية، والاختيار المناسب لنوع الكتاب الجيد هو ما يعطي قيمة أكبر لها، وأما وقتها فينصح باختيار الوقت الذي تستطيع أن تحصل فيه على أفضل فائدة مما تقرأ، ولكل منا وقته المختلف، فالبعض يحبون الصباح الباكر، والبعض يحبون القراءة في منتصف النهار، والبعض الآخر يرون أن الليل هو المناسب، فعليك بتحديد موعد لها يناسبك ويكون تركيزك فيه أعلى.
ثم حاول أن تبتعد عن أوقات الخمول التي يكون النشاط فيها أقل، كذلك بعد بذل مجهود بدني أو عقلي وبعد الوجبات الدسمة، أما مكان القراءة فينصح باختيار مكان هادئ ومريح حتى لا يؤثر في درجة الاستيعاب، وكذلك توفير إضاءة مناسبة وأن تكون المسافة بين الكتاب والعين في حدود خمسين سنتيمترًا، وكل فترة أعطي العين راحة بانتقال النظر إلى مكان ما لأن العين تمل كما يمل الجسد.
● مجموعات القراءة وفوائدها:
مجموعة القراءة هي تجمع لبعض الأفراد بهدف القراءة والمناقشة، وفوائد هذه المجموعات تكمن في جعل القارئ شخصية متفاعلة نشطة عند دخوله بينهم، والتزامه بالوقت لأنه سيجد نفسه ملتزما بقراءة الكتاب في وقت محدد قبل المناقشة، كما يكتسب ملكة المناقشة والقدرة على التعبير عن الرأي والدفاع عنه والحوار وعرض الأفكار، كما تعلمه هذه المشاركة ضبط النفس ومهارة الإنصات الجيد لما يطرحه الآخر واحترام وجهات النظر المختلفة، وليس المطلوب منه أن يحلل الكتاب ويدرسه، بل أن يقرأ مع التركيز، ولا شك أن هذه المناقشات يخرج منها بفهم أكبر للكتاب من زوايا عديدة، وستفيده هذه الوجهات في زيادة محصلته المعرفية.
وهذه المجموعات ليس من الصعب تكوينها لأنها كأي شيء تبدأ بفكرة، وهذه الفكرة لن تثمر إلا أن يكتسب صاحبها شغف القراءة أو يريد أن يصبح هكذا، حتى يكون الشغف هو دافعه للاستمرار والانطلاق مع السعي الجاد، أما نشر هذه المجموعات فيكون في أوساط من يهتمون وعبر الإنترنت وشبكات التواصل وغيرها، ويراعى أن يكون الحد الأقصى الذي يمكن تقضيته في هذا النشاط ساعتين للمناقشة، وكذلك مراعاة الكتب التي تصلح، ولا بد من التنوع في مجالاتها ما بين الدين والأدب والتاريخ وهكذا، وعدم اختيار الكتب الصعبة والمثيرة للجدل من الناحية الأخلاقية والدينية والسياسية، كي لا يكون الجو مشحونا بالتوتر والانفعال والمشادات.
● الاستعداد لحضور مناقشة كتاب:
قبل أن تحضر أي مناقشة مطلوب منك أن تكون قد قرأت الكتاب، وليس حفظه ومراجعته كأنك تستعد لأداء اختبار مدرسي ، أو تحليل كل كلمة ونقدها، بل كل ما عليك فعله أن تقرأ ، قراءة عادية مع التركيز باسترخاء ودون ضغط، حتى لو حصلته بنسبة أربعين بالمائة فقط تكفي، لأن المناقشة ومشاركة الآخرين وسماع وجهة نظرهم في الكتاب تزيد من نسبة تحصيلك.
وعند قراءة الكتاب لا بد من تدوين الملاحظات التي تظهر لك، وهذا أمر ضروري جدا، فهناك العديد من الأفكار التي تعترضك في أثناء فترة القراءة، وربما تنساها بعد ذلك وتعجز عن تذكرها، الملاحظات في ورقة لاصقة أو كتابتها على هامش الكتاب فتدوين يساعدك عند مناقشته ولا غنى عن هذا، كما يقول القائل: "العلم صيد والكتابة قيده".
ولكن ماذا لو كان الكتاب الذي اختارته مجموعة القراءة وستحضر مناقشته قرأته ووجدته مملًا؛ هل تتركه أم تجبر نفسك على إتمامه؟ ينصح هنا ألا تضغط على نفسك بالقراءة وكذلك عدم تركه، بل أن تتصفحه ما أمكن وتأخذ نظرة عامة عن محتواه وعناوين فصوله لتستحضر صورته العامة في ذهنك، بعد ذلك عليك تحديد وكتابة تلك الأسباب التي أدت إلى عدم استمتاعك به وتدوينها في ورقة، فكتابة هذه الأسباب ومناقشتها في المجموعة خطوة مهمة للوقوف على عيوبه، فقد في يكون ذلك بسبب لغته أو ترجمته السيئة أو غير ذلك، فمعرفتك بالسبب تساعدك في المرات المقبلة، كما تساعد غيرك من القراء كي لا يقعوا في نفس الخطأ وتفاديه مع الكتب الأخرى.
● أنماط الأشخاص في مجموعات القراءة
الأشخاص المشاركون في هذه الفعاليات والأنشطة كل منهم له شخصيته المختلفة وطريقته في التعامل و التفكير، فهناك مثلًا المتحدث المندفع، ومن سمات هذا الشخص أن تراه يتحدث بسرعة واندفاع في طريقة طرحه للأفكار، محاولا الانفراد بالحديث وإثبات وجوده، وهناك المقاطع الشرس الذي يعرف بمقاطعة الآخرين دائقا ومعارضة أفكارهم وتقليل قيمة ما يطرحه الآخر، وهذا النوع يعتقد أنه دائما على صواب وأن رأيه هو الصحيح، وهذا الشخص يتعامل مع الحوار كأنه قضيته الشخصية، وعدم إثباته لرأيه كأنه بمثابة هزيمة له.
وهناك المتحدث عن نفسه وعندما يشارك في المناقشة تجده يحول الحديث من موضوع النقاش إلى الحديث عن نفسه وتجاربه الشخصية المرتبطة بالموضوع، وهناك الشخصية التي تظهر بأنها على علم بكل شيء وتعرف كل شيء، فيرى انه الأكثر علما بين الحضور، ويحاول استعراض معلوماته وجذب الأنظار للإعجاب به، وهذا النوع تكون الطريقة الأمثل للتعامل معه هي تذكيره بأن هذه المناقشة هدفها تبادل الآراء بين الجميع وليست مسابقة.
أيضا في أي مشاركة ربما تتعارض بعض الآراء مع مبادئ المجموعة وقناعاتها، وهذا شيء متوقع، فمن حق كل عضو طرح رأيه وتوضيح اختلافه ولكن دون تجاوز مع احترام كل وجهات النظر، حتى لا يتحول الأمر من مناقشة الكتاب إلى ساحة للجدال والعنصرية.
● خطوات غرس حب القراءة في الطفل:
أي طفل في البداية بحاجة إلى امتلاك مهارات القراءة الأساسية لكي يحرز تقدما في المواد الدراسية و كل الاباء والامهات يعرفون قيمة وأهمية القراءة بالنسبة إلى الطفل، لكن لا يعرفون ما الطريقة الفعالة والأفضل لمساعدة الطفل، ومما ينصح به ألا نجبر الطفل عليها وكأنها فرض والتزام وروتين، بل نجعلها تجربة ممتعة يعيشها الطفل ويتشوق إلى خوضها، والجلوس معه والقراءة له يوميا بمعدل نصف ساعة.
كذلك أن يكون الوالدان قدوة حسنة له في هذا، لأن رؤية الطفل لهما يقرآن يفتح أمامه المجال لتقليدهما، والعمل على توفير مكتبة منزلية في متناول يد الطفل، وتشجيعه على القراءة بصوت والاستماع له ومناقشته وسؤاله ماذا استفاد من الكتاب؟ وتشجيعه على حل الأنشطة فيه وطرح أسئلة حول موضوع الكتاب وجعله يبحث بنفسه فيه عن الإجابة.
ومن أهم الأمور اختيار كتب مناسبة لسنه وقصص مصورة، وأيضا السؤال عن أي المجالات يحب، ذلك أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وإدخال الطفل عالم القراءة وتعويده منذ الصغر يساعده جدا عندما يكبر، فليس من طريقة تتسع بها آفاق وعوالم الطفل مثل تحبيبه بالقراءة، مثلما قالت جاكلين كينيدي، زوجة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، والتركيز على إكساب الطفل مهارات لغوية منذ طفولته المبكرة، والتعاون مع المعلمين في تحسين مهارات الطفل، فهم الذين يلعبون الدور الأكبر في تعليم الأطفال القراءة وتدريبهم عليها.
الخاتمة :
القراءة حياة بالفعل، كما قال الأستاذ العقاد، حياة تضاف إلى عمر القارئ بحصيلتها المعرفية، والكتاب هو الصاحب الذي لا يمل، وهذه أهم المبادئ التي ينبغي أن تساعد طفلك على اكتسابها، وكم تسهم فكرة مجموعات القراءة الأطفال في اکتساب عادة القراءة والارتباط بها كلما تقدم بهم العمر.
المصدر:أخضر: ملخصات كتب صوتية