قصة ذبح سيدنا إسماعيل كاملة مكتوبة

بعد أن رزق الله تعالى نبيه إبراهيم الخليل عليه السلام بولدٍ ذكر من السيدة هاجر هو إسماعيل عليه السلام، أحبه إبراهيم عليه السلام حبًا جما وتعلق قلبه به تعلقا شديدا.. فأراد الله سبحانه وتعالى أن يختبر نبيه فأمره أن يذبح إبنه الوحيد وفلذة كبده إسماعيل بعد أن كبر.. كم كان عمر سيدنا إسماعيل عند الذبح

قصة ذبح سيدنا إسماعيل كاملة مكتوبة
قصة ذبح سيدنا إسماعيل كاملة مكتوبة

حلم سيدنا إبراهيم بذبح إسماعيل:

وقد جاء ذلك الأمر في رؤيا رآها إبراهيم عليه السلام في منامه، وقد قال الله تعالى في ذلك:

 {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات:102]

ومن المعروف أن رؤيا الأنبياء هي وحي. فلما اخبر إبراهيم عليه السلام إبنه بما أمره الله تعالى به، فما كان من هذا الولد الصالح إسماعيل ابن السيدة هاجر التي وكلَّت أمرها لله تعالى في السابق وطلبت من ابنها أن يستجيب لوالده ولأمر الله تعالى بكل حب وعن طواعية صابرًا محتسبًا، مُرضيًا لربه، وبارًا بوالده، وقد قال الله تعالى في ذلك :

{ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات:102]

فلما استسلم إبراهيم وإبنه لأمر الله تعالى وفوضا أمرهما إليه، ذهبا سويًا إلى مكانٍ بعيدٍ وخلع إسماعيل قميصه ليكفنه والده فيه، وأضجع إبراهيمُ فتاه على وجهه لئلا ينظر إليه فيشفق عليه ويتراجع ..

فلما وضع إبراهيم عليه السلام السكين على رقبة ابنه اسماعيل ليحزها، سُلِبَت السكين حدها كما سُلِبت النار من قبل عند يريد الكفار إحراق نبي الله إبراهيم.. وجاءت البشرى فنودي إبراهيم عليه السلام:

{ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} [الصافات:104- 106]

يقول شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله، في كتابه (الداء والدواء): "ليس المراد من الابتلاء أن نُعذب، ولكنا نبتلى لنُهذب، وليس العجب من أمر إبراهيم الخليل بذبح وَلَدِهِ، وإنما العجب من مباشرة الذبح بيده، ولولا استغراق حب الأمر لما هان مثل هذا المأمور".

وإذا بكبشٍ عظيم أبيض اقرن قد بعثه الله تعالى فِداءً لإسماعيل عليه السلام، قال الله تعالى :

{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات:107].

ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم يومُ عيدٍ للمسلمين وهو عيد الأضحى فأصبح ذبح الأضحية نُسكًا يُتقَرب به العبد إلى الله تعالى إكرامًا لذكرى نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام.

الدروس المستفادة من قصة إسماعيل عليه السلام:

وقد يتسأل احدهم: ما الحكمة من الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام؟

وكجوابا على هذا السؤال نعود إلى كلام شيخنا الجليل ابن القيم رحمه الله تعالى وذلك في كتابه (زاد المعاد) فيقول: "لما سأل إبراهيم عليه السلام ربه الدرية الصالحة استجاب الله له ووهبه ولدا وهو اسماعيل، فتعلقت شعبة من قلب ابراهيم بمحبة إبنه

والله تعالى قد اتخذ إبراهيم عليه السلام خليلاً؛ والخلة منصب يقتضي تخصيص المحبوب بالمحبة وأن لا يشاركه غيره فيها. فلما أخذ الولد شعبة من قلب ابراهيم، جاءت غيرة الخلة تنتزعها من قلب الخليل فأمره بذبح ابنه المحبوب.. 

وعندما أقدم على ذلك فإنه برهان على ان محبة الله أعظم عنده من محبة ولده، فخلُصَت الخلة حينئذ من شوائب المشاركة ولم يبقَ في الذبح مصلحة إذ كانت المصلحة هي في العزم وتوطين النفس عليه فقد حصل المقصود إذن، فرفع الأمر، وفُدِي الذبيح، وصدق إبراهيم الخليل الرؤيا، وحصل المراد.

قد يعجبك أيضا:
أحدث أقدم

نموذج الاتصال