يسأل الكثير من الناس وخاصة الملحدين منهم لماذا خلقنا الله وهو غني عنا ؟ ولماذا خلقنا الله وهو لا يحتاجنا؟ اليكم الإجابة عن هذا السؤال:
خلقنا الله عز وجل لتوحيده وعبادته، قال تعالى في ذلك: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) – سورة الذريات الآية:56.
لماذا خلقنا الله وهو لا يحتاجنا |
لماذا خلقنا الله وهو لا يحتاجنا:
انتشر في عصرنا الحالي مرض الإلحاد، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة المنتشرة بين صفوف الشباب و الشياب، تارة ينكر الملاحدة وجود الله وتراة يسألون اسئلة مثل:
1- يجبُ أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى غنىٌ عن الخلق أجمعين، حتى لو كفروا وأعرضوا عن طاعته وعبادته فالله غنىٌ عنهم وعن عبادتهم وطاعتهم، فالله سبحانه لا تَضرُهُ معصيَّة العاصين ولا تنفعُة طاعة الطائعين، والله جلَّ وعلا غنيٌ عن كل خلقه لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية، ولا يزيد لملكه توحيد الموحدين ولا حمد الحامدين ولا شكر الشاكرين ، ولا ينقص من ملكه كفر الكافرين ولا عصيان العاصين أبدًا .. قال الله جل وعلا في محكم كتابه: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ . إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ. وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ )) – سورة فاطرالآية :15- 17.
وقال الله تعالى في الحديث القدسيّ الذي رواه مسلم من حديث أبي ذر: (يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا ) إلي آخر الحديث.
2- خلقنا الله تعالى لعبادته ..
لأن العبادة هي حق الله تبارك وتعالى على عباده اجمعين.. إن الله عزَّ وجل هو الخالق، الملك الحق الذي يستحق أن يُعبد، هذه هي صفاته وهو سبحانه وتعالى يُحِبُ ويَكْرَه .. فهو سبحانه وتعالى يُحــب أن يُعـبــد وأن يُوحـد ويُمجـد، فهو عز وجل يُحب العبادات من عباده الذين خلقهم.
روى البخاري ومسلم من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف الرسول صلي الله عليه وسلم يوما على حمار فقال النبي لمعاذ:( يا معاذ قلت لبيك يا رسول الله قال أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال معاذ الله ورسوله اعلم، فقال صلي الله عليه وسلم: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا قال معاذ قلت أفلا أبشر الناس يا رسول الله قال لا ، لا تبشرهم فيتكلو).
وعند موته أخبر بها معاذ بن جبل خشية من وقوعه في إثم لكتمان العلم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم .
فنحن نعبد الله سبحانه تعالى لأنه يستحق أن يعبد وطلبًا لجنته وخوفًا من ناره.
3- نعبد الله تعالى لأن العبادة غذاء لأرواحنا ، وحياة لقلوبنا ، وسبب لتفريج كروبنا وهمومنا، لأن العبادة تقربنا من ربنا تبارك وتعالى .
فالإنسان جسد وروح ..فأنت عند الأكل تعطي لجسدك ما يشتهية من طعام وشراب وغيره .. فلابد ان تعطي الروح هي الأخرى غذائها وشرابها ودواءها.
وغذاء الروح لا يعلم حقيقته إلا خالقها، إذ أن الروح لا يمكن قياسها بالـترمومتر، ولا توزن بالـجرام ولا يمكن إخضاعها للتجارب في المختبرات .
ومن هنا يقول ربنا جلا وعلا :((وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيل)) – سورة الإسراء الآية:85 .
فالعبادة إذن هي غذاء الروح، وهي غداء لهذا الشق الثاني في الجسد وهو الروح، لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش حياة سوية مستقيمة بحياة البدن فقط ، لكن لابد أن يحيا الروح والبدن معا .
وأخيرا، هل علمت الآن لماذا خلقنا الله وهو غني عنا ؟
نرجو منك ان تنظر لإعمالك جيدا وان تصححها قبل ان تقابل ربك.