وفاة الإمام البخاري سير أعلام النبلاء

من منا لا يعرف الإمام البخاري، ومن منا لم يسمعاو يقرأ حديث من رواية الإمام البخاري . لكن الكثير من الناس لا يعرف كيف مات الإمام البخاري، فيما يلي اليكم قصة  وفاة الإمام البخاري سير أعلام النبلاء .

وفاة الإمام البخاري سير أعلام النبلاء
 وفاة الإمام البخاري سير أعلام النبلاء 

كيف مات الإمام البخاري ؟

تعرض الإمام البخاري لاضطهاد وتضييق شديدين في نهاية حياته من حكام المدن الإسلامية في شرق العالم الاسلامي آنذاك وتحديدا مدينة نيسابور ، و بخارى ، و سمرقند .

لماذا يتم طرد الإمام البخاري:

يتم طرد الإمام البخاري من المدن الإسلامية لعدة ‏أسباب منها :
- رفضه تعليم أولاد الأمراء و الملوك في قصورهم فكان يرفض الذهاب لقصور السلاطين وكان يقول :العلم يؤتى ولا يذهب به الى الأبواب.
- حسد بعض الناس من شهرته وسيرته الحافلة ..

‏وغيرها من الأسباب الأخرى التي جعلت الإمام البخاري غريبا حتى في وطنه ومسقط رأسه.

‏فعندما بلغ الإمام البخاري في عمره 62 سنة وصلته أوامر من حاكم مدينة نيسابور ، يجب على البخاري ان يغادر المدينة فورا وانه غير مرغوب فيه، فهاجر الإمام البخاري من مدينة نيسابور حتى وصل مسقط راسه مدينة بخارى، فاستقبله الناس على أبواب المدينة بحفاوة ونثروا عليه الأموال والسكر والورود.

لكن سرعان ما غضب منه حاكم بخارى فقد كان الحكام يخافون من تأثير الإمام البخاري على الناس بشهرته، ووصلت كذلك رسائل من حاكم مدينة نيسابور بضرورة طرد الامام من بخارى من بخارى كما سبق وطُرد من نيسابور.

‏فوصل مبعوث حاكم المدينة لبيت الإمام البخاري يطلعه على طلب حاكم المدينة ويطلب منه وبشكل عاجل ان يترك المدينة، وكانت أوامر السلطان ان يغادر البخاري "الآن" لدرجة ان الإمام البخاري لم يمهل حتى ان لجمع اغراضه وكتبه ويرتبها، فخرج من المدينة مطرودا ومكث على مشارفها في خيمة له لمدة ثلاثة أيام يضبط فيها كتبه ويرتبها ولا يعرف أين الوجهة و اين سيذهب ؟

أصل البخاري
وفاة الإمام البخاري سير أعلام النبلاء

‏ثم اتجه الإمام البخاري ناحية مدينة سمرقند، لكنه لم يدخل المدينة نفسها بل اتجه نحو قرية صغيرة من قراها اسمها "خرتنك" ليحل ضيفا على بعض أقاربه هناك بمرافقة ابراهيم بن معقل ولم يمر وقت طويل على وصوله حتى اتى الحرس لابواب البيت الذي نزل فيه الإمام، يحملون معهم اوامر من حاكم سمرقند هذه المرة، وقد كانت الأوامر ان لابد أن يخرج الإمام البخاري من نواحي سمرقند وقراها!

‏وكانت هذه اليلة ليلة عيد الفطر ، لكن أوامر الحاكم تنص على ان يخرج الإمام البخاري الآن وليس بعد العيد، فخشي الإمام ان يتسببفي أي ضرر لأقاربه الذين اكرموه وضيفوه، فرتب له ابراهيم بن معقل اغراضه وكتبه فوق دابته الأولى وجهز الثانية ليركب عليها الإمام.

‏ثم عاد ابن معقل للبيت ليخرج مع الإمام البخاري وهو يتحامل عليه، وهما يمشيان باتجاه دابة الركوب، وبعد ما يقارب الـ 20 خطوة، شعر الإمام البخاري بالتعب والإرهاق اكثر فأكثر، فطلب من ابن معقل ان يمهله بضع دقائق ليستريح فيها.

جلس الإمام البخاري بجانب الطريق، ثم نام وما هي إلا دقائق عندما أراد إبراهيم ابن معقل ان يقظه وجد الإمام قد فاضت روحه الى الله تعالى رحمه الله تعالى .

متى توفي الإمام البخاري هجريا:

‏هكذا مات الإمام البخاري على جانب الطريق ليلة عيد الفطر يوم 1 شوال من عام 256 هجرية . وهو مطرود من مدينة واخرى وثالثة وقد تجاوز عمر الإمام 62 سنة ، محتسبا لله عز وجل، ولا حول ولا قوة إلا بالله. هكذا يطرد الجهل العلم.

‏مات الإمام البخاري في جانب الطريق وليس منعما في ترف القصور ولا الأموال ولا الجاه ...

‏اليوم لا أحد من الناس يعرف اسماء حكام المدن نيسابور وبخارى وسمرقند الظالمين، لكن في المقابل الجميع يعرف من هو الإمام البخاري.

‏رحم الله الإمام البخاري ورفع درجته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اولائك حسن رفقيا.

أين يقع قبر الإمام البخاري؟

يوجد ضريح الإمام البخاري، في أوزبكستان.

قد يعجبك أيضا:
أحدث أقدم

نموذج الاتصال